نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 25
هذه التجربة النازية.. فلا تعيدوا إحياءها
عند
التأمل المحايد للأطروحات العنصرية مهما كان مصدرها، نجد أنها تشترك في تضخيم
الأنا الجمعي المرتبط بالقومية، وتقزيم غيره، واعتباره أقل شأنا من ذلك الأنا
الجمعي المنطلق أصلا من تضخم الأنا الفردي.
فالفرد
الذي يصيح في قرارة قلبه قائلا: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾
[النازعات: 24]، هو نفسه الذي يرى أن غير قومه أدنى بكثير من قومه، لسبب بسيط وهو
أنهم ليسوا من قومه.
ولذلك
كانت العنصرية مظهرا من مظاهر الكبر، وتجل من تجليات العجب، ونباتا من بذرة الغرور،
وكل ذلك نتاج لتضخم الأنا وتعاظمها وتعاليها على حقيقتها وماهيتها.
ومظاهر
هذا التضخم تختلف بحسب الظروف، فإن كان الظرف صعبا، تحلى العنصري والقومي ببعض
مظاهر التسامح التي تسمح له بالبقاء والاستمرارية، لكنه إن أتيحت له الفرصة، وتمكن
في الأرض، راح يمارس كل ما يمليه عليه ذلك الكبر من مظاهر الاستعلاء والظلم
والاستبداد.
وقد
ذكر الله تعالى نموذجا لذلك بفرعون الطاغية الذي راح يفسد في الأرض بسبب كبره
واستعلائه، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ
أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ
وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 4]
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 25