نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 202
وهذا العدد
الضخم للأكوان.. أي 10 وأمامها 500 صفر.. لم يخترعه أحد سواه.. وللأسف صار شعارا
من شعارات الملاحدة، أو كما عبر عن ذلك [ريتشارد داوكنز] في حواره مع [ستيفن
واينبرج] مبينا سبب اعتماد هذه النظرية والاهتمام بها، وهو كونها وسيلة لنفي
الإله، وقد قال معبرا عن ذلك: (إذا اكتشفت هذا الكون المدهش المعد فعليا بعناية..
أعتقد أنه ليس أمامك إلا تفسيرين اثنين.. إما خالق عظيم، أو أكوان متعددة)
ونحب أن ننبه
إلى أن هوكينج نفسه كان قد أقر في كتابه الأول [موجز لتاريخ الزمن] بحقيقة الضبط
الدقيق للكون، وخصوصا الثابت الكوني وضبط مقدار الجاذبية الرهيب، ولم يبق أمامه لتبرير
الإلحاد إلا اختراع فكرة الأكوان المتعددة الكثيرة جدا والعشوائية ليكون كوننا هو الوحيد
من بينها الذي خرج بهذه الصورة.
وأما الأمر
الثاني، وهو أخطر من الأول، وهو محاولة هوكينغ تجاوز نظرية الانبثاق الكوني، ببيان
أن الكون حتى لو كان له بداية فإنه لن يحتاج إلى الخالق، ذلك أن القوانين الكونية
وحدها كفيلة بخلق الكون، وهذا ما لم يقله غيره.
وقد عبر عن ذلك
بقوله: (تماما مثلما فسر دارون ووالاس كيف أن التصاميم المعجزة المظهر في الكائنات
الحية من الممكن أن تظهر بدون تدخل قوة عظمى، فمبدأ الأكوان المتعددة من الممكن أن
يفسر دقة القوانين الفيزيائية بدون الحاجة لوجود خالق سخر لنا الكون.. فبسبب قانون
الجاذبية فالكون يستطيع ويمكنه أن ينشيء نفسه من اللاشيء.. فالخلق الذاتي هو سبب
أن هناك شيء بدلا من لا شيء،
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 202