نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 136
أما الثاني، وهو
الذي يقر بالسنة، ولكنه يتعامل تعاملا مزاجيا معها، ذلك أنه يضع حدودا للسنة
المقبولة تتناقض كل حين، بحيث لا يستطيع هو نفسه أن يضع ضابطا يطبقه على الجميع..
فإن أراد بالسنة المتواترة تواترا لفظيا فقط، فسيلغي الكثير من العقائد والشرائع
التي يقر بها، ذلك أن مثل هذا التواتر لا يكاد يوجد.. وإن أراد بالسنة ما تواتر
معنويا، فعذاب القبر مما تواتر معنويا خاصة إن قبلنا بتلك النصوص والروايات
الكثيرة التي تعتمدها المدرسة الشيعية، والتي نص جميع أئمتها ابتداء من الإمام علي
نفسه على عذاب القبر، وله فيها مواعظ لا تزال تردد في المجالس الشيعية.. وإن أراد
عدم مخالفة القرآن، فأحاديث البرزخ تفسر القرآن، ولا تتناقض معه.. وإن أراد عدم
موافقة العقل، فلست أدري أي عقل يقصد، ذلك أن كبار العقلاء والفلاسفة يقرون بحياة البرزخ
وأنواع النعيم والعذاب فيها كما سنرى.
انطلاقا من هذا،
سنورد هنا بعض الأحاديث الواردة في المصادر الحديثية المختلفة، بل في أوثق
المصادر، والتي لا يستطيع أي محترم للسنة النبوية المطهرة، أن يردها هكذا، خاصة مع
كثرتها، ودلالتها الواضحة.
فمن تلك
الأحاديث ما روي أن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كان يتعوذ قائلا:
(اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، ومن عذاب النار، وأعوذ بك من فتنة القبر، وأعوذ
بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من
فتنة المسيح الدجال)[1]
ومنها حديث
مروره a على قبرين فقال: (إنهما
ليعذبان، وما يعذبان في كبيرٍ،