نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 160
وبلسم يداوي كل
الجروح، ويملأ النفس بالطمأنينة والانشراح وكل أنواع السعادة.. فيعيش المؤمن
مصحوبا بذكريات المستقبل الجميل الذي ينتظره عند الله.
لكن كل هذه
المعاني التي ساهمت في الطمأنينة النفسية للمؤمنين وفي رقيهم الأخلاقي على الرغم
من الظروف الصعبة التي يعيشونها، لم يلاحظها التنويريون، بل توهموا أنها حجاب دون
العمل على الحصول على ذلك الرفاه الذي ينعم فيه الغرب، والذي لا يساوي في نظر
المؤمن قطرة من بحار نعيم الجنة.
لقد تصور
التنويريون ـ بسبب نظرتهم الدنيوية العوراء القاصرة ـ أن الجنة مثلها مثل كل عوالم
الغيب هي سبب تخلفنا عن الغرب، وعن كوكب اليابان، وعن الكواكب الكثيرة التي
يتصورون أنها الحقيقة الوحيدة المطلقة.
ومن أمثلة ذلك
الجحود والاحتقار للجنة، بل السخرية منها تلك الأشرطة المنتشرة بكثرة، والتي يتحدث
فيها أحد زعماء التنوير في العصر الحديث [أحمد القبانجي]، ذلك الذي يرتدي كذبا
وزورا عمامة علماء الشيعة، مع كونه لا ينتسب لا للشيعة، ولا للسنة، بل هو معول
لحرب كليهما، بل حرب الإسلام نفسه.
وقد أوهم ذلك
بعض المغفلين بأن موقفه من الجنة وعالم الآخرة هو نفس موقف علماء الشيعة، دون أن
يكلف نفسه بالبحث في التراث الشيعي، ليعرف حقيقة موقفهم من هذا.. ولكن الأحقاد
تعمي وتصم.
وقد نشر
القبانجي بعض أفكاره في هذه المجال في مقال[1] حاول فيه أن يبين عدم ضرورة الجنة، وأنها لا
تشكل أي دافع للعمل الصاح، بل إنه لا حاجة إليها أصلا.