نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 186
وكيف شاء من
غير حاجة لذلك السلم الطويل من التطور، ولا تلك الأحقاب الطويلة من الزمان.
وهذا ما أثبته
القرآن الكريم بصيغ كثيرة إما على العموم المرتبط بجميع أنواع الخلق، أو على
الخصوص بخلق الحياة نفسها.
وقد كان في
إمكان التنويريين أن يفسروا تنوع الحياة على هذا الأساس من غير أن يصدموا بالحقائق
العلمية، ولا بالمصادر المقدسة.. ذلك أن الله تعالى في إمكانه وهو القادر على كل
شيء أن يخلق ما شاء متى شاء كيف شاء.
ولذلك فإن
التفسير الأسهل بالنسبة لهم ـ خلافا للملاحدة ـ هو ألا يفسروا التنوع بالطفرة،
وإنما بالخلق الجديد، فالطفرة عشوائية، والعلم الآن لا يثبتها بالصورة التي تبناها
الداروينيون الأوائل، أو الداروينيون الأواخر.
ونظرية الخلق
الجديد التي يذكرها القرآن الكريم لا تلغي وجود تقارب بين المخلوقات.. وإنما تعني
أن الله تعالى باعتباره خلاقا، لا يطور الخلق السابق ليتحول إلى خلق جديد، وإنما
يخلقه ابتداء، كما صور ذلك بدقة عند ذكره لخلق آدم عليه السلام، والذي ورد في
النصوص القرآنية والنبوية أنه خلق من طين، ومن حمأ مسنون..
بل أشار إليها
القرآن الكريم عند ذكره للبعث، بقوله: ﴿أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ
الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ [ق: 15]، فالله
تعالى يرد على المشركين الذين تعجبوا من البعث، والذي هو خلق جديد، لا علاقة له
بالتطور، بأن ذلك يسير جدا بالنسبة لقدرة الله المطلقة.
كما صور ذلك بدقة
عند ذكره لناقة صالح عليه السلام، والتي أخرجها من
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 186