فهل كان قيام
رسول الله a وأصحابه السابقين بهذا الجهد
الكبير من الصلاة في الليل أو أكثر الليل مجرد وسيلة لتحقيق تلك الغايات التي هي
موجودة عندهم أصلا، ولا حاجة لهم للاستعانة بالصلاة لأجل تحقيقها؟
هذه مجرد خدعة
من الخدع التي يستعملها التنويريون للتحقير من شأن الصلاة، وهي مع خطورتها لا
تساوي شيئا أمام ذلك التأويل لمعناها.
ومن أمثلته ما نشره شحرور في موقعه[1] لكاتب تنويري
يشرح معنى الصلاة، فيقول مقدما لذلك بهذه المقدمة التي توضح تصور التنويريين لغاية
الدين: (ماذا لو أن سيدنا محمدا
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لم يؤت القرآن.. أقصد لو كان مثل باقي معظم الأنبياء
(مثل لوط، يونس، إدريس، إلياس، شعيب.. فهؤلاء أنبياء لم يفضلهم الله بكتب) ماذا نحن فاعلين كعرب (قومية عربية) من حيث المعاملات والإنتاج والأبداع والأختراعات؟.. هل سنكون مثل اليابان، فلم يؤت لهم نبي أو رسول.. وانظر الى
حضارتهم وتقدمهم ونضوج عقلهم واختراعاتهم!)
هذه هي المقدمة
الخطيرة التي توضح البنية المادية للعقل التنويري؛ فالإنسان الكامل عندهم ليس
أولئك الأنبياء والأولياء الممتلئين بالروحانية والتواصل مع الله،