نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 205
ويصبح المصلي
حينها ذلك الباحث والمخترع والمكتشف، لا أولئك البسطاء الذين يركعون ويسجدون.
ولست أدري ما
الداعي لخلط الأمور ببعضها.. فالمنهج العلمي محترم، والعلم محترم، والعلماء مهما
كانت أبحاثهم محترمين.. وهم ليسوا جميعا بحاجة لأن نهون من شأن الصلاة من أجلهم،
أو نعتبر أفعالهم صلاة، مع أن الصلاة في الشرع لها مفهومها ودلالتها الخاصة،
والمقترنة بالتواصل مع الله، لأجله، لا لأجل شيء آخر، فالله هو الغاية الكبرى،
وليس هو مجرد وسيلة لتحقيق رفاهنا في الدنيا، كما قال تعالى: {وَأَنَّ إِلَى
رَبِّكَ الْمُنْتَهَى } [النجم: 42]، وقال: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي
لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات: 50]، وقال: {فَإِذَا فَرَغْتَ
فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } [الشرح: 7، 8]
ومن هذا المنطلق
يتلاعب شحرور بالألفاظ القرآنية، بل بالرسم القرآني ليعتبر أن كل كلمة وردت في المصحف الشريف بالألف [الصلاة]، فالمراد منها مجرد
صلة بين العبد وربه، وقالبها الدعاء، ولا تحتاج إلى إقامة وطقوس، ويؤديها كل إنسان له بالله صلة على طريقته الخاصة.
أما الواردة
بالواو [الصلوة]، فهي صلة بين العبد وربه، ولها طقوس وحركات محددة خاصة بها، كالقيام والركوع والسجود
والقراءة، وتحتاج إلى إقامة، أي على الإنسان أن يقوم ليؤديها.. ويعتبر أنها وردت
في القرآن الكريم باعتبارها من شعائر الإيمان.
وربما يتوهم
المرء بادئ ذي بدء أن هذا الكلام لا غبار عليه، ولا حرج فيه، فالصلاة مثل الركوع
والسجود وغيرهما قد يقصد بها تلك الحركات المعروفة، وقد
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 205