نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 206
يقصد بها مجرد
الصلة المطلقة مع الله، لكن شحرور لا يكتفي بهذا، ولا يقف عند هذا الحد، وإنما
يستعمل حيلا كثيرة ليصل من خلالها إلى نتائج خطيرة جدا.
وملخص تلك
النتائج ـ باختصار ـ هو أن الصلاة ـ عنده ـ نوعان: الأولى لا يصح الإسلام من دونها،
وهو وجود صلة مع الله بأبسط صورها، كأن نقول (يا رب ارحمني) بأي لغة، وبأي وقت
وشكل.. ومن يقطع الصلة مع الله فهو وفق التنزيل الحكيم مجرم، وهو عكس مسلم.. فكل
إنسان قطع صلته بالله تماماً وكذَّب باليوم الآخر هو من المجرمين وهو ليس من
المصلين.
وبناء على هذا
يفسر كل الآيات التي وردت في عقوبة تارك الصلاة كقوله تعالى: {فَوَيْلٌ
لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } [الماعون: 4، 5]،
والتي يعقب عليها بقوله: (فهنا الكلام ليس عن ظهر وعصر ومغرب، بل عمن قطع صلته مع
الله، لأن الويل أيضاً للمكذبين بالله واليوم الآخر، وهذا لا يمكن أن يكون لمن فقط
تقاعس عن إقامة صلاته، فنرى أن هناك عقوبة واضحة للمجرم قاطع الصلة)
أما النوع
الثاني، وهو ما يسميه [الصلاة الشعائرية]، ويرى شحرور أن الله تعالى لم يذكر أي
عقوبة لتارك هذا النوع من الصلاة، ذلك أن الصلاة الأساسية عنده هي الصلاة الأولى،
أما الصلاة الثانية، فليست لها تلك الأهمية، ولا يتعلق بها العقاب لا الدنيوي، ولا
الأخروي، وقد أجاب عن سر ذلك عند تعليقه على قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ
إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ
أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45]، فقال: (رب سائل
يسأل: الله أكبر من ماذا؟ السؤال الصحيح: ذكر الله أكبر؟ وذكر الله أكبر ممن ماذا؟
أقول: ذكر الله أكبر من إقامة
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 206