responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 216

يبيح له الإفطار مع الفدية أو القضاء، بحسب حالته العمرية والصحية.. وقد ذكر ذلك جميع علماء اللغة واتفقوا عليه.. لكن شحرورا فهم هذه الكلمة على حسب المتعارف عليه، مع أنه يعلم أن اللغة العربية واسعة، أن اللفظة الواحدة لها دلالات متعددة..

ولم يكتف بذلك، بل راح إلى إطعام المسكين نفسه يتساهل فيه، ويلغيه، أي أن الذي يقدر على الصيام، ولكنه لا يرغب فيه، ويرغب في الفدية بدله، يمكنه ألا يقدمها أيضا إن لم يكن قادرا على تقديمها، وقد قال معبرا عن ذلك: (قد يقول البعض، وهل العامل قادر على دفع الفدية؟ وهل هذا الدين للأغنياء فقط؟ أقول لا، فالصيام وفق الاستطاعة ومن لا يملك قوت يومه لا حرج عليه، وكفانا تصوير الله تعالى وكأنه شرطي يتربص بالعباد، فقد قال وجل من قائل {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ} وأتبعها بقوله {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ})

ثم راح ـ كسائر التنويريين ـ يصور الآثار العملية لهذه الفتوى الخطيرة التي تزيل هذه الشعيرة عن الإسلام، وتجعل المسلم مخيرا بين الصيام والفدية، بل تضع عنه الفدية نفسها، وتجعله في حل من إخراجها، فقال: (ولنتخيل حال عالمنا العربي والإسلامي لو كل من لا يريد الصيام أطعم مسكيناً في اليوم، أو لو تم جمع البدل النقدي عن فدية صيام من يعيشون في شمال أوروبا، هل سنجد جائعاً في بلداننا؟)

ثم راح يعلل ذلك بتصوره للحرية الدينية، والتي تتيح للمسلم أن يترك الصلاة والصيام وكل الشعائر التعبدية ما دام غير راغب فيها، من غير أن يخل ذلك بإسلامه ولا إيمانه ولا دينه، فقال: (وأكرر أن الشعائر يأتيها الإنسان طواعية، دون إرغام، وهي أهم تطبيق للآية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة 256)، والصيام يفقد معناه إن كان

نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست