نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43
انتصاره على
الحق مع أن الله تعالى أخبر أن الحق لن ينطفئ نوره أبدا، كما قال تعالى: {
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ
وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [الصف: 8]، وقال: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ
الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } [الإسراء: 81]
وأخبر عن بني
إسرائيل أنهم لم يجمعوا على تحريف الدين، بل بقيت منهم طائفة صالحة، إلى أن جاء
الإسلام فاتبعته، كما قال تعالى: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ
بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } [الأعراف: 159]
وأخبر رسول الله
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أن في هذه الأمة كذلك، لن يجمع الكل على الانحراف،
بل ستبقى طائفة ملتزمة بالحق، حتى تقام الحجة على الخلق.. ذلك أنه لو لم يبق إلا
الباطل المجرد، لما استطاع الخلق التمييز بين الحق والباطل.
وقد نص على ذلك
قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم
من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله)[1]
وبذلك تنقطع حجة
كل من يريد أن يأتي في الدين بالجديد الذي يغيره من جذوره، كما نسمع الكثير من
التنويريين الذين يريدون إنشاء دين جديد لا علاقة له بما اتفقت عليه الأمة.
وهذا لا يعني
أننا لا نجتهد في فهم النصوص، ولا في استفادة الجديد منها، ولا في البحث عن كيفية
تفعيلها في الحياة، ذلك أن كل هذا بناء، وليس هدما.. وإنما نعني به ذلك الهدم الذي
ينقض الدين من أساسه، باستعمال الحيل السفسطائية المستفادة من المناهج المختلفة.