نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66
العمل الصالح..
فالإيمان بالله هو التسليم بوحدانيته والتصديق بنبوّات الأنبياء ورسالات الرسل كل
في زمانه، فكلّ هؤلاء يؤمنون بالله واليوم الآخر، وقد سمّاهم التنزيل الحكيم المسلمين على اختلاف مللهم. ولهذا فإنّ شهادة أنْ لا إله إلا الله هي تذكرة الدخول إلى دين الإسلام مهما كانت ملّة الإنسان. والإسلام يُبنى على العمل الصالح بعد الإيمان تسليماً
بوجود الله وباليوم الآخر، وقد جعل الله الإيمان به مسلّمة لا يمكن البرهان عليها
علمياً أو دحضها علمياً، لذا فهي خيار وقناعة يتساوى فيهما أينشتاين وبائع
الطعمية، وفيها تظهر عدالة ربّ العالمين، إذ يجب على المسلم أن يكون عنده ذرة شكّ
في وجود الله، والملحد عنده ذرة شكّ في الإلحاد، وهذا الشكّ هو الدافع الأساسي
وراء تقدّم المعارف الإنسانية قاطبة، ومبدأ الشك هذا وضعه إبراهيم عليه السلام.
أمّا العمل الصالح فيرتكز على القيم الإنسانية وعلى رأسها الوصايا العشر (الفرقان)
المذكورة في سورة الأنعام التي خضعت للتراكم بين الرسالات. كما يُبنى الإسلام على
التشريع الذي خضع للتطوّر وانتهى بالتشريع الحنيفي المتغيّر (الحدودي)، وعلى
الشعائر التي خضعت للاختلاف)
وهكذا نجده يضع
قواميس جديدة للمصطلحات القرآنية، وتطبيقها لا يعني إلا شيئا واحدا، وهو هدم
الإسلام من أساسه، ولو أنا اكتفينا من تبديله للكلم عن مواضعه بما ذكره عن كلمة
[الإسلام] لكفى ذلك في هدم الإسلام.
فالإسلام عنده
مجرد الإيمان بالله والعمل الصالح.. والعمل الصالح مرن جدا، يمكن للمجتمع أن
يحدده، ويمكن للزمن أن يغيره.. وهكذا الإيمان بالله.. حيث يتساوى عنده الملحد مع
المؤمن، بل إنه ـ ومن خلال أحاديثه عن الملاحدة وإشادته بهم ـ نجده يفضلهم على
المؤمنين.
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66