نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74
مضمونها مثلما
فعلوا مع سائر أحكام الدين وقيمه وعقائده.
ومن الأمثلة على
ذلك ما قام به شحرور من عبث فكري حول الحقائق القرآنية الواضحة التي وردت في
القرآن الكريم، والتي حولها عن مسارها تماما، معتمدا في الكثير من ذلك على نظرية
التطور التي تصور أنها وحدها يمكن أن تفسر تاريخ الأنبياء، ولذلك أخرج لنا نظريات
جديدة غاية في الغرابة.
ولا يمكننا في
هذا المقال المختصر أن نناقش كل ما ذكره من تفاصيل، ولذلك نكتفي ببعض النماذج، ومن
خلالها يتبين لنا منهجه، ومنهج الرد عليه.
وأول تلك
النماذج، والذي انطلق فيه من إيمانه العميق بنظرية التطور هو تصويره لتدرج النبوة
في مراحل مختلفة بحسب المراحل التي مر بها الإنسان في سلم التطور.. ولذلك ذكر أن
الأنبياء الأوائل الذين أرسلوا للبشرية لم يكونوا من البشرـ باعتبار البشر لم
يتطوروا بعد ـ وإنما هم من الملائكة، ولذلك فإن أول نبي عنده هو نوح عليه السلام،
وأنه لعدم كفايته لأداء هذا الدور كان معه ملائكه، يقومون هم أيضا بالدعوة.
فقد قال تعليقا
على قوله تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ
مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38]: (هذا الهدى جاء بداية على شكل نذر من الملائكة كان
الله يبعثهم في قوله تعالى: { وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ}
[فاطر: 24]، وقد استمرت النذر مع نوح {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ
مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ } [المؤمنون: 24]،
ومع هود {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ
خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } [الأحقاف: 21]، وإلى
إبراهيم وإلى لوط وإلى صالح؟، وكانت النذر تأتي على شكل مشخص يعرفون أنها
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74