نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 75
ليست منهم،
وإنما هي مرسلة من السماء، ونحن نرى في الأطروحة القديمة أن الحكام جاءوا من
السماء، وأنهم من دم آخر رواية أسطورية، لمفهوم النذر الواردة في التنزيل الحكيم)[1]
ثم يوهم القارئ
أنه يعتمد في ذلك على الحقائق والوثائق؛ فيقول: (الطوفان قضى على الجميع، وبعد
الطوفان نزل الحكم الملكي من السماء من جديد، وأصبحت مدينة كيش مقر حكم الملوك،
وقبل الطوفان كان الحكم الملكي قد هبط من السماء لأول مرة في مدينة أريدو.. ونؤكد
هنا أيضاً أنه قبل نوح كانت النذر من الملائكة فقط، وقد تم التعبير عنه بأن الحكم
هبط من السماء، ثم صار مشتركاً بشراً وملائكة ( نوح حتى إبراهيم)، ثم بشر فقط وهو
الرسول محمد)[2]
وهو يتكلم بثقة
عجيبة ناسيا أن القرآن الكريم الذي يتصور أنه يعتمد عليه لإثبات هذه الحقائق هو
نفسه الذي انتقدها وردها، وبين وجوه ردها، فالله تعالى ذكر في مواضع منه أن كل
الرسل الذين أرسلوا للبشرية كانوا من جنسها، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ
قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [يوسف: 109]،
وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، وقال: {يَابَنِي
آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي
فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
[الأعراف: 35]
بل إن الله
تعالى رد على المشركين الذين طالبوا بنزول الرسول الملك بدل الرسول البشر، بقوله: {وَقَالُوا
لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ
ثُمَّ لَا