نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 77
(15) وَجَعَلَ
الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: 15، 16]، وبالتالي
فقد اقتصرت رسالة نوح على التوحيد والاستغفار فقط دون أن يكون هناك أي وصايا
أخلاقية أو شعائر تعبدية، فعند نوح لا صلاة ولا صوم ولا زكاة ولا أي شكل من أشكال
العبادات التي نعرفها)[1]
ولست أدري كيف
استنتج كل هذا، مع أن القرآن الكريم اعتبر من أسباب ما وقع لقوم نوح من العقوبة هو
خطاياهم، وهي معنى ينتظم الخطايا العقدية والخطايا السلوكية، فقد قال تعالى: {مِمَّا
خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ
اللَّهِ أَنْصَارًا } [نوح: 25]
بل إن شحرورا
يوغل في التطرف حين يزعم أن القتل نفسه، لم يكن في ذلك الحين جريمة، بل كان شيئا
عاديا، لم تأت الشرائع لتحريمه، لأن أول تحريم له ـ حسب تصوره ـ كان مرتبطا ببني
إسرائيل، فقد قال في معرض ذكره للعبر والعظات المستنبطة من من قصة نوح عليه السلام
في القرآن الكريم: (عدم وجود تشريعات من أي نوع، لأن مفهوم التشريع لم يوجد بعد،
والمجتمعات ما زالت بدائية لا تجارة فيها ولا بيع ولا شراء، وجريمة القتل الأولى
التي حصلت مع ابني آدم لم يشرع تحريمها إلهيا إلا على بني إسرائيل) [2]
وهكذا، فإن
الوظيفة الأساسية التي كلف بها نوح عليه السلام ـ على حسب رؤية شحرور ـ هي الترقية
الحضارية المادية لقومه، ولذلك كان من بنود الأساسية لرسالة نوح عنده هي [التبشير
بالبنيان والاستقرار]، والتي استدل لها بقوله: (لقد