نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 78
عاش الإنسان في
عهد نوح في الكهوف حيث كانت المنطقة تحيط بها الجبال، وفيها أنهار؛ فيعتقد أنهم
كانوا يعيشون في الكهوف وفي الغابات المحيطة بالأنهار، لذا فقد كانوا يعبدون مظاهر
الطبيعة، حيث أن تمييز الآلهة لم يوجد عندهم بعد؛ فكانت من نبوة نوح التبشير
بالبنيان والاستقرار، وهذا التبشير في نبوته ورد في قوله تعالى: {وَيُمْدِدْكُمْ
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}
[نوح: 12].. من هنا نلاحظ كيف بشر نوح الناس بالاستقرار من البناء وهذا الاستقرار
فعلا كان حاصلا حتى زمن هود)
وهو ـ كعادته في
الإغراب ـ لا يفهم من لفظة [البنين] ما تعودنا أن نفهمه منها، وإنما يرى أنها
مشتقة من (فعل [بنن]، وتعني الثبات واللزوم والإقامة، وهذه هي طبيعة الأبنية والبنيان)
لكنه عندما
يواجه بقوله تعالى: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ
مُؤْمِنًا } [نوح: 28]، والذي ورد فيه لفظ [البيت] ومعناه واضح جلي، يذهب إلى
تأويله بكونه ليس المراد منه البيت الذي نعرفه، والمشكل من البنيان المعروف، وإنما
هو (اسم جنس،
ولها أصل واحد وتعني المأوى والمآب وجمع الشمل. فليس من الضروري أن يكون البيت بنيانا إذ
يمكن أن يكون كهفا)
وهكذا في تأويله
للفظة الأموال، فهو يفسرها بقوله: (فهنا المال لا يعني النقد، بل جاء من فعل [مول] وتعني هنا أدوات الإنتاج البدائية، وما يمكن أن يصطاده الإنسان ويجنيه من الطبيعة، وفي القاموس خرج إلى ماله: أي خرج إلى ضياعه و إبله)
وهكذا انطلق من
نظرية التطور ليصور أن اسم [الله] لم يكن موجودا، ويستدل
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 78