نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 80
بالإضافة إلى
ذلك، نراه يحرف ما ذكره الله تعالى عن أنبيائه من قيم نبيلة، وأخلاق عالية، وتسليم
مطلق لله؛ ليتحول كل ذلك إلى تصرفات لا معنى لها، بل قد تحمل معان لا تتناسب مع
الأنبياء عليهم السلام.
ومن أمثلة ذلك
أنه حول من رؤيا إبراهيم عليه السلام ـ والتي ذكرها الله تعالى وأشاد بها ليبين
مدى تسليم إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لله ـ إلى مجرد أحاديث نفس، لا علاقة
لها بالواقع، وقد قال مقدما لهذه الفرية العظيمة: (احتار إبراهيم ماذا يفعل ليتقرب
من هذا الإله، فالناس يقدمون قرابين لآلهة مزيفة لا تملك ضراً ولا نفعاً لأحد.. وظلت
فكرة تقديم القربان لله تدور في رأس إبراهيم حتى سيطرت عليه، وبدأ يرى في المنام
أنه يذبح ابنه، ثم تكررت الرؤيا حتى ترسخت، فقرر إبراهيم أن يحولها إلى فعل على أرض
الواقع، بعد أن أيقن أنها ليست مجرد رؤيا بل تكليف وأمر إلهي) [1]
وهكذا يحرف موقف
إسماعيل عليه السلام الممتلئ بالحلم والتسليم لله، حيث يعلق عليه بقوله: (إننا
نفهم أن جواب إسماعيل لأبيه كان أن يفعل ما يؤمر لا ما يرى في المنام، لأن إسماعيل
لا يقبل أن يقتله أحد بمجرد منام حتى لو كان أباه، فإذا كانت المسألة أمراً بالقتل
فليفعل، وإن كانت رؤيا فلا) [2]
وهو يشير بذلك
إلى أن إسماعيل عليه السلام مع صغر سنه، فهم من الحلم ما لم يفهمه والده، ولذلك
أمره أن يلتزم أمر الله، لا ما يراه في منامه.
وهكذا يحرف ذلك
النص الصريح الذي أخبر الله تعالى فيه عن تسليم كلا