نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 180
الكلام والأدلة المجردة والتقسيمات المرتبة
فقد أبدع جد الإبداع، بل الإيمان نور يقذفه الله في قلوب عبيده عطية وهدية من عنده)[1]
ثم يرد ساخرا عل منهج المغالين من المتكلمين قائلا: (فليت شعري متى نقل عن
رسول الله a أو عن الصحابة إحضار أعرابي
أسلم، وقوله له:(الدليل على أن العالم حادث أنه لا يخلو من الحوادث والأعراض، وما لا
يخلو عن الحوادث حادث، وأن الله تعالى عالم بعلم، وقادر بقدرة زائدة عن الذات، لا هي
هو ولا هي غيره)[2]
ولذلك، فإنه يضع منهجا آخر في التصديق بدل ذلك، وقد أشار إلى هذا المنهج البارون
كارادوفو بقوله: (لم يقم الغزالي مذهبا في علم الكلام بحصر المعنى، وإنما أتى بما هو
أعظم من هذا، وهو أنه أحدث روحا، وجدد مذهبا، فهو قد طرد المناقشات غير الجدية وأبعد
الفضول الدقيق والزهو العقلي، وأوجب تغلب روح الإيمان)[3]، وروح
الإيمان تستدعي التسليم والإذعان ببساطة دون غلو في إعمال العقل أو إهماله.
ولعل ما دعا الغزالي إلى هذا الحكم هو ما شهده من عقيدة أهل الصلاح من العوام
مقارنة بعقيدة المتكلمين والمجادلين، (فترى اعتقاد العامي في الثبات كالطود الشامخ
وعقيدة المتلكم الخارس اعتقاده بتقسيمات الجدل كخييط مرسل في الهواء تفيئه الريح مرة
هكذا ومرة هكذا)[4]
وبذلك، فإن الطريق الذي يرسمه الغزالي
للتصديق هو أن يثبت الاعتقاد في نفس
[1] الغزالي ، فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة ،
ص172.
[2] الغزالي ، فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة ،
ص172.
[3] البارون كارادوفو، الغزالي ، ترجمة عادل زعيتر، ط2
، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1984، ص103.