responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 218

العمل هو الركن الثاني في العلاج النفسي، وهو نتيجة طبيعية لاستقرار معاني العلم في النفس والتأثر بها والانفعال لمتطلباتها.

ولا نستطيع ـ هنا ـ أن نحصي كل الأعمال التي يقوم بها طالب التزكية، فإن لكل مرض علاجه الخاص به، والربع الثالث من الإحياء قد حوى كل ذلك، وبتفصيل شديد، ولكن جملة ذلك تعود إلى ما يمكن التعبير عنه بـ(مضادة الصفات)، وهي معالجة كل صفة نفسية بضدها، فيعالج مرض الجهل بالتعلم، ومرض البخل بالتسخي، ومرض الكبر بالتواضع، وهكذا [1].

وهو يقدم لذلك بتشبيه العلل الباطنة بالعلل الظاهرة، فعالم الشهادة عنده إسقاط ونموذج من عالم الغيب، يقول الغزالي: (فكما أن العلة المغيرة لاعتدال البدن الموجبة للمرض لا تعالج إلا بضدها، فإن كانت من حرارة فبالبرودة، وإن كانت من برودة فبالحرارة، فكذلك الرذيلة التي هي مرض القلب علاجها بضدها)[2]

وهو يطبق هذه القاعدة على كل الأمراض، فالعلاج العلمي للحسد أن يعرف طالب التزكية حكم الحسد، وما يتقاضاه من قول وفعل، فيخالفه ويعمل بنقيضه، فيثني على المحسود، ويظهر الفرح بنعمته، ويتواضع له، وبذلك يعود المحسود صديقا له، فيزول عنه الحسد، ويتخلص من الإثم والألم [3].

والعلاج العملي للرياء أن يعود نفسه إخفاء العبادات وإغلاق الأبواب دونها، كما يغلقها على الفواحش حتى يقنع بعلم الله وإطلاعه، ولا تتشوف نفسه لغير الله [4].


[1] الإحياء 3/61.

[2] الإحياء 3/61.

[3] الأربعين في أصول الدين ص95.

[4] الإحياء 3/312.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست