responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70

(تكل عنه أكثر الأفهام، ويستضر به الضعفاء، بل لا يصلح إظهاره إلا لمن أتقن علم الظاهر، وسلك في قمع الصفات المذمومة من النفس وطرق المجاهدة، فاستقامت نفسه على سواء السبيل، فلم يبق له حظ في الدنيا، ولم يبق له طلب إلا الحق، ورزق مع ذلك فطنة وقادة وقريحة منقادة وذكاء بليغا وفهما صافيا) [1]،ويضيف قائلا: (وحرام على من يقع ذلك الكتاب بيده أن يظهره إلا على من استجمع هذه الصفات) [2]

ويستند الغزالي لذلك بالأخبار والآثار الكثيرة، كقول عيسى ـ عليه السلام ـ: (لا تعلقوا الجواهر في أعناق الخنازير، فإن الحكمة خير من الجوهر، ومن كرهها فهو شر من الخنازير)[3]، وسئل بعض العلماء عن شيء فلم يجب فقال السائل:أما سمعت رسول الله a قال: (من كتم علما نافعا جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار)[4]، فقال:(اترك اللجام واذهب، فإن جاء من يفقه وكتمته فليلجمني، فقد قال الله تعالى:: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ﴾ (النساء:5) تنبيها على أن حفظ العلم ممن يفسده ويضره أولى) [5]

وينبه الغزالي إلى أن هذه الحكمة أو الحقائق والأسرار التي يحرم منها غير أهلها لا تناقض الظاهر (فمن قال:إن الحقيقة تخالف الشريعة، أو الباطن يناقض الظاهر، فهو إلى


[1] جواهر القرآن ص43.

[2] المرجع السابق .

[3] إحياء علوم الدين: 1/58.

[4] ابن ماجة، السنن، القاهرة: دار الكتاب المصري، بيروت: دار الكتاب اللبناني، (المقدمة)،ص1/93. رقم 261.

[5] إحياء علوم الدين: 1/58.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست