نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 83
يرى أن البدعة إن كانت غريبة، والناس
كلهم على السنة، فلهم الحسبة عليها بغير إذن السلطان، وأما إذا انقسم أهل البلد إلى
مبتدعة وسنيين، وكان الاعتراض مثيرا للفتن، فالغزالي يرى حرمة الاعتراض إلا لمن توفرت
فيهم الشروط اللازمة لإنكار البدع[1].
ب ـ نماذج عن نقد الغزالي
لواقعه الاجتماعي:
نظرا لحاجة المحتسب إلى معرفة المعروف الذي يتعين عليه الدعوة إليه والمنكرالذي
يتعين عليه النهي عنه، فقد اهتم الغزالي ببيان ذلك، فهو في معظم كتبه ينقد الظواهر
السلبية في مجتمعه، وهو في نقده ذلك لا يكتفي بالظاهر، وإنما يعبر منه إلى الباطن،
فيحلل نفسيات أصناف الناس، ويبين مكامن الخطأ في بواطنهم، وما يظهر منها بعد ذلك على
سلوكهم، وهو لا يكتفي كذلك بالجلائل، بل يعبر منها إلى الدقائق، فالكل عنده يجب إصلاحه،
مع مراعاة المراتب في ذلك، وسننقل هنا نماذج عن نقده لواقعه الاجتماعي كأمثلة على شمولية
موضوع الإصلاح عنده.
المنكرات الظاهرة:
اهتم الغزالي بنظافة محيط المجتمع الإسلامي وسريان النظام فيه، فلذلك اعتبر
من المنكرات التي يجب تغييرها (وضع الأسطوانات وبناء الدكات متصلة بالأبنية المملوكة..
ووضع الخشب وأحمال الحبوب والأطعمة على الطرق، فكل ذلك منكر إن كان يؤدي إلى تضييق
الطرق واستضرار المارة[2]،ويعلل ذلك بأن الشوارع مشتركة المنفعة، وليس لأحد أن يختص بها إلا بقدر
الحاجة)
ومن المنكرات (طرح القمامة على الطرق،
وتبديد قشور البطيخ، أو رش الماء بحيث