نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 333
التي يقوم عليها التدين.
ذلك أن مبنى الدين على معرفة الله، فالله خلقنا
ليتعرف إلينا، كما قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]: (إلا ليعرفون)[1]
ومبنى التدين كذلك، فالغافل عن الله بعيد عنه، ولو
تقرب إليه بجميع أنواع القربات، لأن القصد منها جميعا هو الوصول إلى الله والقرب
منه، كما قال تعالى في الصلاة: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]
ونتيجة لهذا، فإن التدين، وما يرتبط به من مواقف
مختلفة يتأسس على نوع المعرفة التي يحملها المتدين عن ربه، فإن عرفه لطيفا كريم
رحيما كان أميل إلى الرجاء والمحبة، وإن عرفه جبارا قهارا عزيزا منتقما كان أميل
إلى الخوف، وإن جمع بين هذه المعارف استوت شخصيته، وتقومت نفسيته، وإن زاد عليها،
فعرف الله لذاته، زاد في كماله بحسب معرفته بربه.
وبناء على هذا، فإنا لو حللنا شخصية أصحاب التوجه
السلفي، والتي مبناها على اعتقاد بينونة الله عن خلقه بالمكان، وأن الله في تصورهم
ليس سوى جرم من الأجرام السماوية العلوية، نرى أثر ذلك الكبير في شخصيتهم وفي
موقفهم من الآخر.
وهكذا بالنسبة للصوفي المتهتك الذي خرج به التصوف إلى
إلغاء الخلق
[1] أبو الفداء
إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: سامي بن محمد
سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م، (7/ 425).
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 333