نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 373
في الباء في نقطتها)، فتحصل من هذا أن الكتب المنـزلة
على الأنبياء من أبينا آدم إلى سيدنا محمد a مع ألفاظها ومعانيها وأحكامها مجتمعة في
نقطة الباء مع صغر جرمها، وبذلك فإن نقطة الباء : جامعة لسائر الأحكام، والرسوم،
والمعارف، والفهوم[1].
وقد خص هذه الباء برسالته التي سبق الحديث عنها،
والتي عبر فيها عن مفهوم وحدة الوجود بلغة فلسفية تميل إلى بعض الشاعرية، ونحب أن
نذكرها هنا كما ذكرها، لنرى مدى الانسجام بين لغة ابن عربي ولغة ابن عليوة.
ونحب – قبل أن
نورد النص- أن ننبه إلى ما ذكرنا سابقا من أن اللغة الصوفية لغة تعتمد الرمز مطلقا
سواء ما كان منها شاعريا أو فلسفيا، ولهذا لا يمكن للعقل الحسي الذي لم يترق إلى
التجريد وفهم الرموز أن يفك المعاني المرادة في حديثهم.
قال الشيخ ابن عليوة: (كانت النقطة في كنزيّتها قبل تجليها
بذات الألف، وكانت الحروف مستهلكة في كنهها الغيبيّ إلى أن ظهرت بما بطنت وتجلّت
بما استترت، فتشكلت في مظاهر الحروف كما ترى، وإذا تحقّقت لم تجد إلاّ ذات المداد
المعبّر عنه بالنقطة حسبما قيل :
إنّ
الحروف إشارات المداد فلا
حرف هناك سوى ذات المداد طلا
طلا
الحروف اللواتي صار صبغتها
[1] الشيخ أحمد بن عليوة، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق الصوفية، ص9 .
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 373