نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 578
التفت إلي، وقال: ألا ترى هذا نوعا من الجنون!؟
هل الذي يحب العالم لا يحب ابنه الوحيد.. ثم كيف يحب الله العالم، ولا يحب ابنه؟.. ثم.. هل الذي يحب العالم يقتل ابنه الوحيد!؟
ثم.. كيف نثق بإله لم يشفق على ابنه من أجل غفران خطيئة مذنب آخر؟ كما يقول بولس في (رومية 8: 32): (الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين)
لقد نسب بولس إلى الله عدم الشفقة.. أي القسوة.
ألا توجد طريقة أخرى عند إله المحبة بدلاً من قتل ابنه المزعوم لإنقاذ غيره!؟
وهل اقتضت رحمته ألا يُعالج هذه الجريمة إلا بجريمة أبشع منها؟
وهل صحيح ما يقوله بولس الذي حجر على الله المغفرة في رسالته إلى العبرانيين ( 9: 22)، فقال: (وكل شئ تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة).. أهذا إله يمكن أن يكون محبوبا.. الإله العاشق للدماء.. الذي لا يكفر الخطايا إلا بعد أن يسفك الدماء؟
ثم كيف يتطهر العباد الذين لم يجاهدوا أنفسهم في ذات الله.. أبالانتحار.. حتى يقدموا قرابين لله الذي يحب الدماء.. أم بالإيمان والذكر والعبادة والتوجه!؟
لم أجد ما أقول، فقال: لا بأس.. ففي الكتاب المقدس ما يفند كل هذه الأباطيل التي نسبت لربنا ورب المسيحيين ورب الخلائق جميعا.. لقد جاء فيه ما يبين أن الله الرحيم الرحمن أكرم من أن يحتاج إلى الذبيحة حتى يطهر عباده.. اسمع ما ورد في (هوشع: 6: 6-7): (إني أطلب رحمة لا ذبيحة، ومعرفتي أكثر من المحرقات. ولكنكم مثل آدم، نقضتم عهدي)
وفيه (هوشع 14: 1-3): (ارجع تائبا يا إسرائيل إلى الرب إلهك، لأنك قد تعثرت بخطيئتك. احملوا معكم كلام ابتهال وارجعوا إلى الرب قائلين له: انزع إثمنا، وتقبلنا بفائق رحمتك، فنزجي إليك حمد شفاهنا كالقرابين. إن أشور لن تخلصنا، ولن نعتمد على خيول
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 578