قلت: ذلك صحيح.. وهو نفس ما فعله موسى.. فقد ترك التوراة عند بني هارون.
قال: ولكن هناك فرق كبير بين الأمرين.
قلت: فيم؟
قال: لقد ترك موسى الألواح عند سبط واحد من أسباط بني إسرائيل.. لكن محمدا ترك القرآن عند الجماهير من الناس من العرب والعجم.
والفرق الثاني، أن أصحاب موسى لم يحفظوا عن ظهر قلب كتابهم، بينما أصحاب محمد حفظوه.
قلت: أتقصد أن كتاب المسلمين محفوظ في الصدور، ومحفوظ في السطور؟
قال: أجل.. وقد حفظ بهذا الأسلوب في كل فترات التاريخ بدءا من عهد محمد.. ولذلك ذكرت لك أنه ليس هناك كتاب مقدس في الدنيا أوثق من كتاب محمد.
قلت: هذا الكلام مجمل.. وهو يحتاج إلى أدلة كثيرة جدا.
قال: الأدلة أكثر مما تتصور.. فلندخل البيوت من أبوابها.. ولنبدأ بعهد محمد.
قلت: ولنبدأ بما ذكرت من حفظ الصدور.
قال: أول شيء قد لا تحتاج له الآن.. أو قد لا تؤمن به الآن.. هو أن تعلم بأن محمدا حفظ كل ما أوحي إليه.
قلت: هذا يلزمني بأن أؤمن بأنه أوحي إليه فعلا، وأنا لا أؤمن بذلك.. وأنت تشاركني في ذلك.
قال: لست أدري.. هل أشاركك في ذلك، أم لا أشاركك؟.. أنا أشعر بأن كل ما يقوله صحيح.. فمحال على تلك الشمس العظيمة أن تكذب.
قلت: فما الذي يحول بينك وبينها؟
قال: نفسي.. وأخي التوأم.. وأشياء كثيرة لا يمكنني أن أذكرها لك الآن.. ولكنه مهما كثرت