هذه الروايات، ولم يكن معتقدا بكون القرآن ناقصا ومحرفا،
مع علمه بأحوال أستاذه وبأقواله.
زيادة على هذا، فإنا لو سلمنا أن الشيخ النوري يعتقد
بنقصان القرآن، فهو قوله، لا قول الطائفة، وقول الواحد لا ينسب إلى الطائفة.
زيادة على هذا كله لماذا يرجع هؤلاء إلى رأي واحد أو اثنين
في إثبات التحريف، ويغفلون عن الجموع الكثيرة التي تنفيه، وتشتد في نفيه.
قلت: إن قومنا لا يكتفون بالكلام النظري، بل هم ينشرون في
كتبهم، وفي مواقعهم، وبكل ما لديهم من وسائل الإعلام سورتين من سور القرآن يتصورون
أن الشيعة يقولون بقرآنيتهما.
ابتسم، وقال: تقصد سورتا الولاية
والنورين.
قلت: أجل.. وإن سمحت لي سأقرأهما عليك لترى مبلغ صدقي.
قال: وتحفظهما أيضا؟
قلت: كيف لا أحفظهما، وهما سلاح من أسلحتنا الحادة التي
نشهرها للاستدلال على تحريف القرآن.
ابتسم، وقال: هل تعتبر ذلك النظم الغريب، وذلك الأسلوب
الركيك قرآنا.. إن العجز يلوح في ألفاظه وتركيبه وفي كل كلماته..!؟
قلت: نحن لا يهمنا ركاكة ألفاظه، بل يهمنا أنه قيل
بقرآنيته.
قال: ومن قال ذلك.. إن ذاكر هذه النصوص وغيرها لا يملك غير
مجرد الدعوى العارية من الدليل.. وأنا أتحدى من أتى بهذا أن يذكر إسنادا واحدا
لهذه النصوص.. ولو كان إسنادا ضعيفاً.
قلت: صدقتك في هذا.. كما صدقتك في غيره.. ولكن أجبني: هل
ترى أن المسلمين سيظلون على هذا الاهتمام بكتابهم؟.. ألا يمكن أن تجرفهم التيارات
الحديثة، فيغفلون عن كتابهم.. ويأتي من يدس فيه بعد ذلك ما يشاء؟
قال: لقد وجدت من خلال استقرائي لتأثير الأزمات في حفظ
القرآن ناحية مهمة جديرة