بهذا اكتفى القرآن من القصة.. إنهم فتية مؤمنون ضحوا في
سبيل إيمانهم يالحياة الهنية التي ينعم بها سائر الناس، وأووا في سبيل إيمانهم إلى
كهف جعله الله محل رحمة لهم.. وقد جعلهم الله لذلك آية.
بهذا اكتفى القرآن ليملأ القلب بروعة الإيمان، وبعظمة
ارتباط الفتوة بالإيمان، وبعظمة إكرام الله لمن آوى إليه.
تصور لو أن الكتاب المقدس ذكر هذه القصة..
ضحك، وقال: سيذكر طول كهفهم وعرضه وعدد حجارته ومحل
إقامته.. وسيسمي كلبهم ويذكر من أوصافه ما يشغل عن تلك القضايا الجميلة التي جاء
القرآن ليملأ النفوس بها.
القرآن يخبر عن هذا.. ويخبر عن النفوس المجادلة التي لا
تهمها الحقائق بقدر ما تهمها التفاصيل.. اسمع تعقيب القرآن لقصة أهل الكهف:{ سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ
رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً
بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ
بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ
مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (22) وَلا تَقُولَنَّ
لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ