قال: أجل.. ولكن الله يسر لي هذه المكتبة الضخمة التي ترجع
الكثير من نسخها إلى القرون المتطاولة.. وقد بحثت فيها، فوصلت إلى الحقيقة التي
ذكرتها لك.
قلت: فهل ستفصل لي خلاصة ما وصلت إليه؟
قال: إن لم يشغلك ذلك عما جئت من أجله.
قلت: لا.. لعلي لم أحضر إلا لأجل هذا.
قال: ألم أقل لك: كأني أعرفك.. لقد مررت في يوم من الأيام
بنفس الحالة التي تمر بها.. لكني لا أجرؤ على قول شيء.. لأني لا أكاد أذكر شيئا.
^^^
اتخذنا مجلسا صالحا في [ركن الكلمات المقدسة]، وراح
يحدثني عن نتائج ما قام به من بحث حول تميز القرآن الكريم.
قال: أول ما شدني إلى القرآن أنه الكتاب المقدس الوحيد الذي
حفظ من أي تغيير وتبديل.. بل هو الكتاب الوحيد الذي لا يزال يقرأ باللغة التي نزل
بها.. بل بنفس مخارج الحروف التي كان ينطق بها محمد.. بل إن المسلمين لا يكتفون
بحفظه مكتوبا كما نحفظ كتبنا، بل يضمون إليه حفظه في صدورهم.. حتى الأعاجم منهم
يحفظونه.
قلت: وما الذي شدك إلى هذا؟
قال: شدني إلى هذا مقارنتي له بما تعامل به قومي وقومك مع
كتبنا المقدسة.. لقد أهانوا قداستها بما أوقعوا فيها من تحريفات.
قلت: أنت مسيحي، وتقول بوقوع التحريف في كتبنا؟
قال: أنا مسيحي نعم.. ولكني مع ذلك إنسان عاقل.. يستعمل
عقله.. ولا يمكنني أن ألغي عقلي.. ولا أرى أن مسيحيتي تتنافى مع استعمالي لعقلي..
لقد قمت بدراسة لكتبنا المقدسة من ناحية مدى الوثوق فيما دون فيها، وقد خرجت
بنتائج مذهلة.