قال: لقد عرفت أن الحفظ بمعناه الحقيقي الكامل لم يتحقق في
كتبنا، ولا في كتب اليهود التي نستمد منها، ولا في أي كتاب من الكتب التي تملأ
أرجاء هذه القاعة، ما عدا كتاب المسلمين.. لقد أضيفت كتب كثيرة، وكلام كثير للكتب
المقدسة جعلنا لا نستطيع التمييز بين المقدس منها وغير المقدس.
وقد ذكر كتاب المسلمين المقدس هذا، بل ذكر علله النفسية
والاجتماعية، فقال:{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ
بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ
ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ
مِمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة:79)
لقد مارس كثير من رجال الدين الذين امتلأوا بحب الدنيا هذه
التجارة الرخيصة، تجارة التلاعب بالكتب المقدسة.
قلت: وكتاب المسملين؟
قال: لقد توفرت ظروف كثيرة لكتاب المسلمين جعلته محفوظا
حفظا تاما لا يزاد فيه حرف واحد، ولا ينقص منه حرف واحد.
أذكر أني قرأت عن أحد صحابة محمد.. هو عالم من علمائهم
الكبار.. يقول متوجها للذين استهواهم ما في كتبنا من قصص:( يا معشر المسلمين، كيف
تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيه، أحدث أخبار الله
تقرؤونه محضًا لم يشب؟ وقد حَدَّثكم الله تعالى أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله
وغيروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلا؛
أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مُسَاءلتهم؟ ولا والله ما رأينا منهم أحدًا