لست أدري كيف خطر على بالي التكرار الذي في القرآن الكريم،
فقلت من غير أن أشعر: ولكن القرآن مليء بالتكرار.. أليس في ذلك ما يخل بالإيجاز
الذي تتحدث عنه!؟.. فكيف تعتبر القرآن نموذجا حسنا للكتاب الموجز، وهو يكرر الكلمة
الواحدة، بل المعنى الواحد مرات كثيرة!؟
قال: صدقت في هذا.. وقد وجدت هذه الظاهرة في الكتاب
المقدس، وحاولت المقارنة بين الأمرين، وسأذكر لك هنا ما وجدت، فاصبر علي.
قلت: تكلم كما تشاء.. لقد سرتني موضوعيتك وحرصك.. فلا
تتحرج من ذكر أي شيء.. فليس لنا من هدف إلا البحث عما نستطيع أن نخدم به كتابنا
المقدس.
قال: لا شك أنك قرأت سفر الملوك الثاني ( 19/1 - 12 )
والذي يبدأ بـ:( 1 فلما سمع الملك حزقيا ذلك مزّق ثيابه وتغطى بمسح ودخل بيت الرب.
2 وارسل الياقيم الذي على البيت وشبنة الكاتب وشيوخ الكهنة متغطين بمسح إلى إعياء
النبي ابن آموص) إلى قوله:( هل انقذت آلهة الامم هؤلاء الذين اهلكهم آبائي جوزان
وحاران ورصف وبني عدن الذين في تلاسّار )
قلت: أجل..
قال: فهل تراه مكررا في محل آخر؟
قلت: أجل.. هو متطابق تماما مع إشعيا ( 37/1 - 12) كلمة
كلمة، وحرفاً حرفا.
قال: ونفس هذا التكرار نجده في إصحاحات أخرى مع تغيير بسيط
لا يكاد يذكر.. قارن بين أيام (1) 17، وصموئيل (2) 7 ).. أو بين ( أيام (1) 18،
وصموئيل (2) 8 ).. أو بين ( أيام (1) 19، وصموئيل (2) 10 ).. وغير ذلك كثير.