قلت: إن العقوبة المرادة هنا عقوبة للشيطان.. وليس للحية
التي لا تعقل.
قال: لكن النص واضح في أن المراد هو الحية.. فالنص يصور
حال الحية على هذه الأرض، بعد أن عوقبت بالسعي على البطن، وأنها ملعونة من بين
جميع البهائم والحيوانات.
ثم هل رأيت حية تميز بين المرأة والرجل في العداوة..
الكتاب المقدس ينص على هذا.. فهو يقول عن الحية:( أثير عداوة دائمة بينك وبين
المرأة، وكذلك بين نسليكما. هو يسحق رأسك وأنت تلدغين عقبه )
ثم لماذا خص العقب باللدغ!؟.. إن ضرر الحية لا يقتصر على
لدغ قدم الانسان بل ان البعض منها يقذف بالسم على بعد أمتار، وهناك أنواع منها
تقوم بخنق فريستها ثم بلعها.
سكت قليلا، ثم قال: ما
دمنا مع الحية.. ألا تعلم خرافة إغواء الحية لحواء في الكتاب المقدس.
قلت: هي حقيقة نص عليها الكتاب المقدس، وليست خرافة..
فالتوراة تؤكد في قصة الخلق أن المرأة هي المسئولة عن الخطيئة البشرية الأولى، وقد
كان ذلك بسبب اغواء الحية لها.
وقد اعتنق بولس فكرة مسئولية المرأة عن الخطيئة، فهي التي
أغويت، وليس آدم، وهي التي تعدت حد الله فوقعت في الخطيئة، فهو يقول:( لأن آدم كون
أولا، ثم حواء، ولم يكن آدم هو الذي انخدع بل المرأة انخدعت، فوقعت في المعصية )
(الرسالة الأولى إلى تيموثاوس: 2: 12 _ 14)
قال: أجل.. أعلم ذلك.. فالكتاب المقدس سجل تاريخ بداية
الخلق.. وفيه ( هذا وصف مبدئي للسماوات والأرض يوم خلقها الرب الإله. ولم يكن قد
نبت بعد في الأرض شجر بري ولا عشب بري، لأن الرب الإله لم يكن قد أرسل مطرا على
الأرض، ولم يكن هناك إنسان ليفلحها، إلا أن ضبابا كان يتصاعد من الأرض فيسقي سطحها
كله. ثم جبل الرب الإله آدم من تراب الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفسا
حية. وأقام الرب الإله جنة في شرقي عدن ووضع فيها آدم الذي جبله) (تكوين: 2: 4)