قال: نعم.. هذا صحيح.. عندما نجمع هذه الأيام من دون أن
يكون معنا وعي نجمع به نحصل على ثمانية أيام.. مع أن القرآن ذكر في كل المواضع أنه
خلق السماوات والأرض في ستة أيام.. هذا هو التناقض الذي تقصده.. وهذا هو التناقض
الذي يملأ قومنا به الأرض ضجيجا.
قلت: هو تناقض واضح.. فكيف لا تسلم به؟
قال: أنا موثق صادق.. ولا يمكنني أن أخون الحقيقة لأن الذي
يقول بها غيري.. لقد بحثت في هذه المسألة، وحلها ليس بالعويص.
ذلك أن الأيام الأربعة الأولى هي حصيلة جمع اثنين واثنين،
فقد خلق الله ـ بحسب القرآن ـ الأرض خلقا أوليا في يومين، ثم جعل فيها الرواسي
التي هي الجبال، ووضع فيها بركتها من الماء، والزرع، وما ادخره فيها من الأرزاق في
يومين آخرين، فكانت أربعة أيام وهذا ما نص عليه القرآن في قوله:{ وَجَعَلَ فِيهَا
رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي
أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ}(فصلت:10)
وهذه الأيام الأربعة هي حصيلة اليومين الأولين، ويومين
آخرين، فيكون المجموع أربعة.. وليست هذه الأربعة هي أربعة أيام مستقلة أخرى زيادة
على اليومين الأولين.. ومن هنا جاء الخطأ.. ثم إن الله ـ بحسب القرآن ـ خلق
السماوات في يومين، فيكون المجموع ستة أيام بجمع أربعة واثنين..