انا أمرتكم. فتشددوا وكونوا ذوي بأس. ففعل غلمان ابشالوم
بامنون كما امر ابشالوم. فقام جميع بني الملك وركبوا كل واحد على بغله وهربوا
وفيما هم في الطريق وصل الخبر الى داود وقيل له قد قتل ابشالوم جميع بني الملك ولم
يتبق منهم احد فقام الملك ومزق ثيابه واضطجع على الارض وجميع عبيده واقفون وثيابهم
ممزقة. فاجاب يوناداب بن شمعى اخي داود وقال لا يظن سيدي انهم قتلوا جميع الفتيان
بني الملك. انما امنون وحده مات لان ذلك قد وضع عند ابشالوم منذ يوم اذل ثامار
اخته. والآن لا يضعن سيدي الملك في قلبه شيئا قائلا ان جميع بني الملك قد ماتوا.
انما امنون وحده مات. وهرب ابشالوم. ورفع الغلام الرقيب طرفه ونظر واذا بشعب كثير
يسيرون على الطريق وراءه بجانب الجبل. فقال يوناداب للملك هوذا بنو الملك قد
جاءوا. كما قال عبدك كذلك صار. ولما فرغ من الكلام اذا ببني الملك قد جاءوا ورفعوا
اصواتهم وبكوا وكذلك بكى الملك وعبيده بكاء عظيما جدا. فهرب ابشالوم وذهب الى
تلماي بن عميهود ملك جشور. وناح داود على ابنه الايام كلها. وهرب ابشالوم وذهب الى
جشور وكان هناك ثلاث سنين. وكان داود يتوق الى الخروج الى ابشالوم لانه تعزّى عن
امنون حيث انه مات) (صمويل(2): 13/23-39)
نظر إلي، وقال: أرأيت داود.. لم يهتز له عرق عندما سمع بما
فعل ابنه من فواحش مع أخته، ولكنه حصل له ما حصل عند سماعه بموته.. أي نفوس هذه؟..
وأي أخلاق ينشرها هذا الكتاب.. وتنشرها معه هذه الكلمات!؟
ألا ترى أن الكتاب المقدس صار مأوى للرذائل..
لقد قرأت قصة داود في القرآن.. فرأيتها تفوح بالطيبة
والطهر والشكر لله.. إن داود في القرآن مثال للنبي الصالح الأواب الذي لم يصرفه
ملكه وسلطته عن الله، بل لم تصرفه أي قوة من القوى أو رغبة من الرغبات عن سموه
وعفته وطهارته إلى درجة أن أوبت الجبال معه والطير.
سكت قليلا، وقال: بقي مثال آخر عن زنا المحارم.. وهو بين
زوجة الابن وحميها.. اسمعه