طويل في القرون الأولى، لقد وقع في أكثرها نفس الخلاف
الذي وقع في رسالة بولس إلى العبرانيين.. بالإضافة إلى أن الاعتراف برسالة بطرس
الثانية ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة ورسالتي يعقوب ويهوذا ورؤيا يوحنا
اللاهوتي تأخر إلى أواسط القرن الرابع الميلادي.
قلت: فما تقول في رؤيا يوحنا اللاهوتي؟
ابتسم، وقال: وما تقول أنت؟
قلت: هي رؤيا عظيمة، ولكني لا أكاد أفهمها.
ابتسم، وقال: حدثني بعقلك.. لا بما لقنته.
قلت: لست أدري ما أقول.
قال: أعرف القيود التي تحول بينك وبين أن تقول ما تريد..
ولكن لا بأس سأقول أنا.. أنا المتحرر من سلطان الكنيسة.. المتحرر من كل القيود..
عدا قيود العقل والمنطق.
سرني قوله هذا.. على الأقل سأسمع بأذني ما لم أجرؤ على
قوله بلساني.
قال: أنت تعلم أن هذا السفر يحوي رؤيا منامية غريبة، ليس
لها من غاية غير تقرير ألوهية المسيح، وإثبات سلطانه في السماء، وخضوع الملائكة
له.. بالإضافة إلى بعض التنبؤات المستقبلية التي صيغت بشكل رمزي غامض.
أول ما يشدك إلى هذه الرؤيا هو الأسلوب الذي يوصف الله به،
إنه يصف الله، فيقول:( من أجل ذلك هم أمام عرش الله، ويخدمونه نهاراً وليلاً في
هيكله، والجالس على العرش يحل فوقهم، لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد، ولا تقع عليهم
الشمس ولا شيء من الحرّ، لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع
ماء حيّة، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم )(الرؤيا 7/15 ـ 18).. ألا ترى أنه يصف
ربه على أنه خروف.. أي وصف هذا؟.. وأي أدب هذا؟
ولا يكتفي بذلك.. بل يصور الصراع بين التنين وملائكته مع
الخروف الجالس على العرش