(البقرة: 58)، فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدّلوا وقالوا:
حطة: حبة في شعرة )[1]
قلت: ما معنى ذلك؟
قال: لقد أمروا بالتواضع عند دخولهم إلى بيت المقدس،
فراحوا يتلاعبون ويستكبرون على بلاد الله وشعوب الله.. كما تراهم يفعلون الآن.
قلت: وما علاقة ذلك بالتبديل؟
قال: هذا أخطر تبديل.. أن تبدل صفات الله، ويبدل شرع الله.
فهم قد بدلوا الصفات، فجعلوا الله الكريم شحيحا صاحب يد
مقبوضة.
وحولوا أوامر الله إلى طقوس لا أرواح لها، وإلى حركات لا
مقاصد من خلفها.
قلت: هذا على حسب كتاب المسلمين.
قال: لا.. بل هذا على حسب كتابنا المقدس.. ألا ترى تلك
الأوصاف التي ألصقناها بالله، والتي تقشعر من هولها القلوب.
أدركت ما يرمي إليه، فسكت، فقال: لا تخف.. لن أذكر لك ما
ورد في الكتاب المقدس من نصوص في هذا.. ولعلك ستجد من يحدثك عنها..
ولكني سأذكر لك مثالا واحدا فقط ليكون لك مجرد دليل.. لقد
جاء في سفر ميخا ( 1: 8 ) هذا الحديث عن الله:( لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ
وَأَمْشِي حَافِياً عُرْيَاناً، وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى، وَأَنْتَحِبُ
كَالنَّعَامِ )
أما في الشريعة، فاسمع هذه العنصرية التي تفوح من الكتاب
المقدس:( لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً
لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي
الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا)( تثنية 23: 20)