فهم يحتاجون لتنيه خاص، كما يحتاج متفرجو اللوحات إلى الرسام المبدع ليوضح
لهم أغراضه منها.
قلت: ذلك صحيح.. ولكني لا أرى هذا في الواقع.
قال: يستحيل أن لا يكون ذلك في الواقع.. إن الرب الذي أبدع كل هذا يستحيل أن
لا يدل عليه.
قلت: الكتب المقدسة هي كلمات الله إلى عباده.. ولم أر من خلال مطالعتي لها
أنها تحتوي على ما قصدت..
نعم.. فيها الذكر العام لخلق الأشياء، ولكن ليس فيها من التفاصيل ما يدل على
العليم الخبير الذي تكلم بها.
بل إنا نرى ما في الكتب المقدسة ما قد يتنافى مع الحقائق العلمية التي
يعلمها الصبيان، وذلك مما يجعلنا في تشتت بين ما يقتضيه الإيمان من تسليم، وما
يقتضيه العقل من احترام.
قال: فما ذكرته ليس كلمات مقدسة إذن.
قلت: فلا توجد كلمات مقدسة في الدنيا إذن.
قال: هل اطلعت على جميع كتب الدنيا لتقول هذا؟.
قلت: في بعض رحلاتي لبلاد المسلمين دب لنفسي شعور خطير بأن كتاب المسلمين
المقدس.. القرآن.. هو الكتاب المقدس، وأنه كلام الله الذي تكلم به إلى عباده..
ولكني، وقبل أسبوعين فقط، بدأ هذا الاعتقاد يتلاشى.
قال: وما الذي جعله يتلاشى؟
قلت: لقد سمعت أن في هذا الكتاب ما يدل على ثبات الأرض، وأنها لا تتحرك
خلافا لما يقوله العلم.. بل فوق ذلك أخبرت بأن في القرآن الدلالة على أن الشمس
تطوف بالأرض كل يوم.. وهذا ما يضحك عليه الصبيان عندنا.