قال: هل قرأت في القرآن كل هذا؟
قلت: لم أقرأه بهذه التعابير.. ولكن مفسري المسلمين وعلمائهم ـ وهم أدرى مني بلغة كتابهم ـ ذكروا هذا.
قال: ألا يمكن أن يكون المفسر قد أقحم جهله في كتابه المقدس ليدنسه به؟
قلت: ما تقصد؟
قال: الفهوم السيئة ـ أحيانا كثيرة ـ تحرف مقاصد قائليها.
قلت: ذلك صحيح.
قال: فهل يلام المتكلم، أم يلام الفاهم؟
قلت: في هذه الحالة يلام الفاهم.
قال: لا تتسرع في لوم الفاهم، فربما وجد في نص المتكلم ما يدل على قصده.
قلت: ذلك صحيح أيضا.. وفي هذه الحالة ينبغي أن نلوم المتكلم.. لأنه حمل كلامه من الألفاظ ما يسيء إلى الحقيقة التي يريد التعبير عنها.
قال: أنت الآن في حيرة.. هل تلوم المتكلم، أم تلوم الفاهم؟
قلت: أجل.. فهل اللوم على القرآن.. أم اللوم على مفسريه؟
قال: أنت تحتاج إذن إلى بحث عميق عن الحقيقة التي تخلصك من هذا الإشكال الذي وقع فيه عقلك.
قلت: وعند من أجد الحقيقة؟
قال: عند المخالفين، وعند الموافقين.. عند الأعداء، وعند الأصدقاء.. الحقيقة لا تخفى سواء نطق بها المحبون، أو نطق بها المبغضون.
قلت: أنا الآن سائر إلى مؤتمر إسلامي ربما يسيء إلى الحقيقة القرآنية.
قال: وربما يريك وجهها الحقيقي.