رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (دعوا وابصة، ادن مني وابصة)، فأدناني
حتى كنت بين يديه، فقال: (أتسألني أم أخبرك؟) فقلت: لا، بل تخبرني، قال: (جئت تسأل
عن البر والاثم؟) قلت: نعم، فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري وقال: (البر ما
اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في نفسك، وتردد في الصدر وإن
أفتاك الناس وأفتوك) [1]
ومن ذلك إخباره a الثقفي والأنصاري بما جاءا يسألان عنه،
فعن أنس قال: كنت جالسا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في مسجد الخيف، فأتاه رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف فلما سلما،
قالا: جئناك، يا رسول الله، لنسألك، قال: (إن شئتما أخبرتكما بما تسألاني عنه
فعلت، وان شئتما أن أسكت وتسألاني فعلت)، قالا: لا، أخبرنا يا رسول الله، نزدد
ايمانا أو نزدد يقينا، فقال الأنصاري للثقفي: سل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: بل أنت فسله، فاني أعرف حقك،
فسأله، فقال: أخبرنا يا رسول الله، قال: (جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت
الحرام ومالك فيه، وعن طوافك بالبيت، ومالك فيه، وركعتيك بعد الطواف، ومالك فيهما،
وعن طوافك بالصفا والمروة، وعن وقوفك بعرفة، ومالك فيه، وعن رميك الجمار ومالك
فيه، وعن نحرك ومالك فيه، وعن حلاقك رأسك، ومالك فيه، وعن طوافك، ومالك فيه)، فقال
الرجل: والذي بعثك بالحق عن هذا جئت أسألك! .. إلى آخر الحديث[2].
ومن ذلك أمره a أبا سعيد الخدري بالاستعفاف لما أراد أن
يسأله شيئا من الدنيا، فعن أبي سعيد الخدري قال: أصابنا جوع ما أصابنا مثله قط
فقالت لي أختي: اذهب الى