الصحابة، وقد حصل ذلك فعلاً،
وقد حصل ذلك في بلاد الشام، والذي عُرف بطاعون (عمواس)[1] نسبة إلى البلد الذي بدأ فيه، ثم
انتشر منه.
وقد وقع هذا الطاعون في سنة (17)[2]، ومات
فيه خمسة وعشرون ألفاً من الصحابة وغيرهم.
بلايا ومحن:
بالإضافة إلى كل ذلك، فقد أخبر a الكثير من الصحابة عن البلاء الذين
ينتظرهم:
ومن النبوءات الغيبية المرتبطة بهذا ما أخبر به a عن شهادة علي بن أبي طالب، بعد توليه إمرة المؤمنين، وقد تحقق ذلك، فلم
يقتل، ولم يمت حتى ولي إمرة المؤمنين، ثم قتل، على حسب الوصف الذي أخبر عنه رسول
الله a، وهو أن تخضب لحيته من جبهته
فعن أبي الأسود الدؤلي، عن علي قال:
قال لي عبد الله بن سلام ـ وقد وضعت رجلي في الغرز، وأنا أريد العراق ـ: أين تريد؟
قلت: العراق قال: لا تأت أهل العراق، فإنك إن أتيتهم، أصابك ذباب السيف، قال عليٌ:
وأيم الله، لقد قالها لي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
قال أبو الأسود: فقلت في نفسي:
ما رأيت كاليوم، رجلاً محارباً يحدث الناس بمثل هذا[3].
ولما مرض وهو في ينبع عاده بعض
الصحابة والتابعين، وطلبوا منه أن ينتقل إلى
[1] عمواس: قرية من قرى الشام
ـ في فلسطين ـ بين الرملة وبيت المقدس، على ستة أميال من الرملة على طريق بيت
المقدس.
[2] وهذا ما صححه ابن حجر،
وقيل: (سنة 18) وهذا ما ذكره عامة المؤرخين، كخليفة والطبري وابن زبر وابن الأثير
وابن كثير..
[3] رواه الحميدي وأبو يعلى
والبزار وأبو نعيم وصححه ابن حبان والحاكم، وقال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال
الصحيح، غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون.