والذي يضربك يا علي على هذه ـ
يعني: قرنه ـ حتى تُبلَّ منه هذه ـ يعني: لحيته ـ)[1]
ومن النبوءات الغيبية المرتبطة بهذا إخباره a عائشة بأنها ستقع في
فتنة خروجها في معركة الجمل، فعن أبي رافع، أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال لعلي بن أبي طالب : (إنه سيكون بينك وبين
عائشة أمرٌ)، قال: أنا يا رسول الله؟ قال: نعم قال: أنا؟ قال نعم قال: فأنا أشقاهم
يا رسول الله؟ قال: لا ولكن إذا كان ذلك، فارددها إلى مأمنها[2].
بل إنه a ذكر العلامة التي ستكون عند ظهور هذا
الخلاف، كما أشار إلى الظرف الذي ستكون عليه الأحوال، فعن عائشة أنها لما أتت على
الحوأب، وسمعت نباح الكلاب، قالت: سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول لنا: (أيتكن تبنح عليها كلاب
الحوأب[3][4]
وأخبر a عما يحصل في تلك المعركة، فعن ابن عباس،
عن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه قال لنسائه: (ليت شعري
أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، تخرج فينبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها
قتلى كثير، ثم تنجو بعدما كادت)[5]
وقد حصل ما أخبر عنه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فعن قيس بن أبي حازم قال: لما أقبلت
عائشة فنزلت بعض مياه بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا:
الحَوأب، قالت ما أظنني إلا راجعة، فقال لها بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك
المسلمون، فيصلح الله ذات بينهم، فقالت: إن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال لنا ذات يوم: كيف بإحداكن تنبح
عليها
[1] رواه أحمد والنسائي في
فضائل علي والبخاري في تاريخه والبزار والطحاوي وابن أبي عاصم وأبو نعيم
والدولابي، وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجاله موثقون، فالحديث
بمجموع طرقه صحيح.
[2] رواه أحمد الطحاوي
والبزاري والطبراني، ورجاله ثقات، كما قال الحافظ الهيثمي، وحسنه الحافظ ابن حجر.