وقد حدث حذيفة عن هذا مع أنه مات
قبل مسير عائشة فقد روي أنه قيل له: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: (لو فعلت لرجمتموني)، قلنا: سبحان
الله! قال: (لو حدثتكم أن بعض أمهاتكم تغزوكم في كتيبة تضربكم بالسيف ما صدقتموني)،
قالوا: سبحان الله، ومن يصدقك بهذا قال: (أتتكم الحمراء في كتيبة تسوق بها أعلاجها)[2]، قال البيهقي، أخبر بهذا حذيفة
ومات قبل مسير عائشة.
بل إنه a أخبر بعض من سار مع عائشة على أنه
سيقاتل عليا ظالما له، فعن أبي الاسود قال: شهدت الزبير خرج يريد عليا، فقال له
علي: أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (تقاتله وأنت له ظالم)، فقال: لم أذكر، ثم مضى الزبير منصرفا[3].
وفي حديث آخر عن أبي جروة
المازني قال: سمعت عليا يقول للزبير نشدتك بالله أما سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: إنك تقاتلني وأنت ظالم لي؟ قال:
بلى، ولكن نسيت[4].
وفي حديث آخر عن قيس قال: قال
علي للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا وأنت، فقال لك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أتحبه)، فقلت: وما يمنعني، فقال: (أما
إنك ستخرج عليه وتقاتله وأنت ظالم)، قال: فرجع الزبير[5].
وفي حديث آخر أن عليا قال للزبير
يوم الجمل: أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (لتقاتلنه وأنت ظالم له ثم لينصرن
عليك)، قال: قد سمعته لا جرم لا
[1] رواه أحمد وأبو يعلى
والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح.