وجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج يرسل
رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فاجتمعوا إليه، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا
الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبا)
فقال: يا معشر قريش، أنقذوا أنفسكم من
النار، فإني لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار،
فإني لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا
أغني عنكم من الله شيئا، يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أغني
عنكم من الله شيئا، يا عباس عم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنقذ نفسك من النار، فإني لا أغني عنك
من الله شيئا، يا صفية عمة محمد، ويا فاطمة بنت محمد أنقذا أنفسكما من النار، فإني
لا أملك لكما من الله شيئا، غير أن لكما رحما سأبلها ببلالها، إني لكم نذير بين
يدي عذاب شديد)
في هذا الموقف، وبعد هذه الكلمات المؤثرة
الناصحة واجهه عمه أبو لهب بكل قسوة قائلا: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟
تصوروا ذلك الموقف، وشدته على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
لم يقف أبو لهب ذلك الموقف فقط.. بل ظل
خلف محمد a يتعقبه لينفر الناس عنه:
فقد حدث بعض المعاصرين لذلك، قال: رأيت
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز،
وهو يقول: (يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)، والناس مجتمعون عليه،
ووراءه رجل وضيء الوجه أحولُ ذو غديرتين، يقول: إنه صابئ كاذب. يتبعه حيث ذهب،
فسألت عنه فقالوا: هذا عمه أبو لهب[1].
وفي حديث آخر: إني لمع أبي رجل شاب، أنظر
إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يتبع القبائل –ووراءه رجل أحول وضيء، ذو جُمَّة يَقِفُ
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على القبيلة فيقول: (يا بني
فلان، إني رسول الله