إليكم، آمركم أن تعبدوا الله لا تشركوا
به شيئا، وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفِّذَ عن الله ما بعثني به)
وإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه:
يا بني فلان، هذا يريد منكم أن تسلُخوا اللات والعزى، وحلفاءكم من الجن من بني
مالك بن أُقَيْش، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا له ولا تتبعوه.
فقلت لأبي: من هذا؟ قال: عمه أبو لهب[1].
وقد ذكر ابن مسعود أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لما دعا قومه إلى الإيمان، قال أبو لهب:
إذا كان ما يقول ابن أخي حقا، فإني أفتدي نفسي يوم القيامة من العذاب بمالي وولدي،
فأنزل الله تعالى:﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ
﴾(المسد:2)
ومثل أبي لهب زوجته [2] التي سماها الله ﴿ حَمَّالَةَ
الْحَطَبِ ﴾، فقد كانت عونًا لزوجها على كفره وجحوده وعناده، فقد كانت تضع
الشوك في طريق رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم)[3]
وروي أنه: كانت لها قلادة فاخرة، فقالت:
لأنفقنها في عداوة محمد، فأعقبها الله بها حبلا في جيدها من مسد النار.
هذا هو الموقف الأول، وهو الموقف الذي
أظهر العداوة، وسار فيها إلى أقصى غاياتها، أما الموقف الثاني، فهو موقف عمه أبي
طالب، وهو موقف مناقض تماما لموقف أبي لهب.
ولكن أعداء محمد a لم يرضهم ذلك الموقف، فراحو بمكايدهم
المختلفة يؤلبون عمه عليه.
قال ابن إسحاق: فلما بادى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله لم
يبعد