فهذا الرجل كان مخلصا للمسيح u غاية الإخلاص، وقد هداه حبه للمسيح إلى
محمد a.
ربما يوجد هناك الكثير ممن مر بتجربته،
ولكنه لم يجرؤ على أن ينطق بالإيمان، أو ينضم إلى المؤمنين، ولكن هذا الرجل المخلص
استطاع أن يتخلص من كل قيوده، ويضم إلى إيمانه بالمسيح وإخلاصه للمسيح إيمانه
بمحمد وإخلاصه لمحمد.
ما انتهى من قوله هذا حتى اعتلى بولس
المنصة أمام تكبيرات الجمهور الحاضر، وقال: قبل أن أعلن لكم عن أعظم قرار اتخذته
في حياتي، أود أن أشكر هذين الرجلين الفاضلين اللذين كانا سببا لهذا القرار
الخطير.
لقد امتلأ عقلي بأوهام كثيرة أفرزها جهلي
بالإسلام، وجهلي بمحمد a.
لقد كنت أغلق عيني، وأصم آذاني، فلا أرى،
ولا أسمع إلا ما يذكره قومي عن محمد، وعن الإسلام، وقد أتيح لي في هذه البلاد أن
أسمع من المسلمين أحاديث عذبة عن نبيهم كان عقلي وقلبي يفتقر إليها.
لقدأوهمني أساتذتي الذين تعلمت على
أيديهم بأن محمدا في أحسن أحواله لا يعدو كونه بطلا قوميا، أو مصلحا اجتماعيا، أو
رجلا عبقريا، لا علاقة له بالسماء، ولا بخوارق السماء.
ولكني في هذه البلاد، وبفضل هذين
الرجلين، عرفت أنه لا يوجد في العالم رجل له من الخوارق ما لمحمد، بل إن خوارقه لا
تزال ممتدة تشهد له بأنه رسول من الله.
لقد أيد الله رسله بمعجزات كثيرة على قدر
من لقيهم من الناس، ولكن معجزات محمد لا تكاد تعد، وهي فوق ذلك بيننا حاضرة لا
يزال عطاؤها ممتدا.
بعد هذا..
أريد أن أحذر أولئك المسلمين البسطاء
الذين يريدون أن يلغوا هذا الجانب العظيم من