جوانب النبوة لإرضاء أقوامنا، لأقول لهم
ما قال الله تعالى:﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى
حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ (البقرة: 120)
لقد ذكر الله تعالى السبب الوحيد لرضاهم
عنكم، وهو انسلاخكم عن دينكم وهويتكم ونبيكم.
أما قبل ذلك، فسيظلون يطالبونكم بالتخلي
عن كل ذرة تربطكم بدينكم إلى أن يحولوه دينا كديننا نحن الذي بعناه لأباطرة
الرومان مقابل رضاهم عنا.
بعد هذا، اسمحوا لي أن أنطق أمامكم بأعظم
حقيقة ينطق بها كل الوجود (لا إله إلا الله.. محمد رسول الله)
صاح الجمع مكبرين، ولم أدر إلا وأنا أصيح
معهم مكبرا من غير شعور.
^^^
ما وصل الشيخ من حديثه إلى هذا الموضع
حتى عادت الكهرباء، وانطفأت تلك السرج العجيبة التي كانت تضيء لنا.. وكأن الكهرباء
عادت تأمرنا بلسان حالها أن نعود لعالم الأسباب.. عالم الحكمة والسنن التي أمرنا
الله بالتزامها.
قلت للشيخ: لقد ظفرت في هذه الرحلة بأشعة
كثيرة من شمس محمد a.
قال: لم أظفر بتلك الأشعة فقط.. بل ظفرت
معها بمعان عميقة خففت من غلواء عقلي المتثاقل إلى الأسباب..
لقد علمت أن الأسباب التي نراها، ولا نرى
غيرها، والتي تستعبدنا، وتسجننا في سجونها الضيقة خرافة امتلأت بها عقولنا، فراحت
تفرضها على الله مقدرها وواضع قوانينها فرضا.
وقد أكسبني ذلك أملا عظيما في الله..
فصرت أشعر بأن الله قادر علي كل شيء.. فليس هناك شيء مستحيل أمام الله.
قلت: ألم تكفك تلك الأشعة لتعلن إسلامك
كما أعلن ذلك القس؟