قال: لقد حفرت قبرا..
ورقدت فيه.. وهممت بشرب ما استحضرت من أدوية الموت.. لكني ما إن هممت حتى سمعت
صوتا في المقبرة يردد بلحن عذب، فيه من ألحان العشق ما تعودت سماعه، لكنه يختلف
عنها جميعا.. لقد كان مملوءا بالقوة والعزة والجمال.. وفوق ذلك كله بالسلام الذي
لم أر له وجودا مع أي حب عشته أو رأيته.. لقد كان ذلك الصوت يقول:
كانت لقلبي أهواء
مفرقةٌ
فاستجمعت مذ رأتك
العين أهوائي
فصار يحسدني من كنت
أحسده
وصرت مولى الورى مذ
صرت مولائي
تركت للناس دنياهم
ودينهم
شغلاً بذكرك يا ديني
ودنيائي
ثم يقول بعدها متغنيا
بصوت شجي متحدثا عن تأثير تلك المحبة العميقة العظيمة: