ولو عَبِقَت في الشَّرْقِ أنْفاسُ طيبها،
وفي الغَرْبِ مَزْكومٌ، لَعادَ لهُ الشم
ولو خُضِبتْ، مِنْ كأسِها، كفّ لامِسٍ
لَما ضَلّ في ليلٍ، وفي يَدِهِ النَّجمِ
ولو جُلِيَتْ، سِرّاً، على أكمَهٍ غَدا بَصيراً،
ومِن رَاوَوقِها تَسمعُ الصّمّ
ولو أنّ ركْباً يَمّمَوا تُرْبَ أرْضِها،
وفي الرَّكبِ مَلْسوعٌ، لما ضَرّهُ السّمُ
ولو رَسَمَ الرّاقي حُرُوفَ اسمِها،
على جَبينِ مُصابٍ جُنَّ، أبْرَأَهُ الرَّسمُ
رميت ما كان معي من أدوية الموت، ورحت أسرع إلى مصدر الصوت، وأنا أصيح: هذا ما أبحث عنه، فأين أجده؟
قال: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌO (البقرة:115)
قلت: ما تقصد؟
قال: كل من غاب عنه حبيبه اهتم، وكل من فارقه حبيبه تألم، وكل من قاطعه حبيبه انقطع.
قلت: أعرف ذلك.. وقد صليت بناره.. ولم آت إلى هنا إلا بسببه.
قال: فابحث عن الحبيب الذي لا يغيب ولا يفارق ولا يقاطع.. وابحث عن المحبة التي لا تورثك إلا العزة والخلود والكمال والجمال.
قلت: وأين أجدها؟