responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 199

أما أولاها، فهي تصورات أولية، كتصور اللون والحجم والطعم والرائحة، وغيرها مما يتصوره الذهن عن طريق الحواس..

وأما الثانية، فهي تصورات ثانوية، وهي التصورات التي يولدها الذهن البشري منتزعة إياها عن التصورات الأولية، وذلك مثل الكليات المجردة، وتصور العلة والمعلول وما أشبه ذلك.

ومنهجه يعتمد على اعتبار التصورات الأولية أساسا للتصورات الثانوية.. ولذلك، فإنه يستحيل على الذهن القيام بأي تصور ثانوي بدون التصورات الأولية..

وبذلك، فإنه يعتبر الإحساس أساسا للعلم.. وهو يعتبر أن الذهن لا يقوم بنمو ذاتي إلا عندما يدخل حريمه تصور أولي، فيتمخض عن تصور ثانوي.. وذلك مثل الأرض الصالحة التي تنمي أشجارا كثيرة بعد أن تزرع فيها النواة.

قلنا: فهل روى هذا المنهج عقلك الباحث عن الحقائق.

ابتسم، وقال: وكيف يرويه.. وهو منطق شكلي، يهتم بشكل التفكير، ويغفل البحث عن مادة التفكير وموضوعه.. ولذلك فقد تناسي دور السلبيات البشرية التي تدعو إلى الضلالة، كما تناسى دور العقل في تحدي هذه السلبيات.. ولذلك لم يوفق هذا المنطق في إعطائي مزيدا من التقدم الفكري.

لقد رأيت الكثير من رفاقي ـ المتأثرين بمنطقه الشكلي ـ على مدى أجيال طويلة ينطبع تفكيرهم بطابع الإطلاق وسرعة انتزاع الكلي من جزئيات صغيرة.. فكان يكفي الواحد منهم أن يلاحظ عدة أحداث جزئية حتى يحكم بكلي يشمل ملايين من أمثال تلك الأحداث.

ثم تحول المفكرون إلى الاعتقاد بأن المنطق الأرسطي طريق الوصول إلى الحقائق، غافلين عن أنه منهج للتفكير.. والتفكير هو الطريق.. فأخذوا يركبون القياسات بعضها فوق بعض لعلهم يقفون عليها ليروا الحقائق جميعا.

وقد رأيت أن القوالب الفكرية تحولت عند هذا الفريق، إلى أفكار استغنوا بها عن التجربة،

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست