فقد انتزعوا الطفل من بين
ذراعى أمه ورموه للكلب الذى أخذ ينهشه على مرأى من أمه.
وعندما كان بين السجناء بضع
نساء وضعن حديثا، فإنهم ما إن كان الاطفال الذين ولدوا حديثا يأخذون فى الصراخ
يمسكونهم من سيقانهم ويصرعونهم فى الصخور.
وذكر لي أنه عند وصول الجنود
إلى القرية بعد الإفطار على العشب راودت الإسبان فكرة جديدة، وهى التحقق مما إذا
كانت سيوفهم قاطعة بالدرجة التى تبدو بها.. فجأة يستل الإسبانى سيفه وسرعان ما
يحذو المائة الآخرون حذوه ويشرعون فى تمزيق أحشاء وذبح هذه الشياة من الرجال
والنساء والأطفال والشيوخ الذين كانو جالسين مطمئنين يتفرجون فى عجب على الجياد
والإسبان.. وفى ثوان معدودة لم يبق أحد من هؤلاء على قيد الحياة حتى سال الدم فى
كل مكان كما لو أنه قد جرى ذبح قطيع كامل من الأبقار.
وقد وصل الحد فى أمريكا فى عهد
هجرة الأيرلانديين البرتستانت أن صدر قانون يجيز إبادة الهنود الحمر فى كل مكان
يتواجدوا فيه، لأن أمربكا كانت هى أرض الميعاد وفق تفسير البروتستانت للكتاب
المقدس وقتها.
لم يكن هذا السلوك الإرهابي
قاصرا على أمريكا.. لقد مارس الإنجليز إبادة شاملة كاملة فى حق السكان الأصليين
لأستراليا..
لقد قال لي القس فرانزغريس: (
إن االأمم النصرانية وأكثر من ذلك تاريخ الكنيسة بالذات مضرج بالدماء ة ملطخ،
ولربما أكثر تضرخا ووحشة من أى شعب وثنى أخر فى العالم القديم، إن أمما ذوات حضارات
زاهية باهرة قد أزيلت وأبيدت ومحيت ببساطة وسهولة من الوجود، وكل ذلك بإسم
النصرانية)
قلنا: الحمد لله.. لقد انتهى
كل ذلك بظهور هذه الحضارة الممتلئة بالسلام.
ضحك ضحكة عالية، وقال: هل
تسمعون بالمدرسة العسكرية في نورث بينينج بجيورجيا؟