ثم عمقت ذلك بالترهيب من الحرام.. باعتبار أن آكل الحرام لن
ينال أي بركة، ولن ينزل عليه من الله أي خير.. حتى دعاؤه لا يستجاب، وعمله لا
يقبل:
قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به
المرسلين فقال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ
﴾ (المؤمنون:51)، وقال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) (البقرة:172)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر
أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام
وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك)[2]
وقال لسعد: ( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة.. والذي
نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما،
وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به)[3]
وقال: (إنه لا دين لمن لا أمانة له ولا صلاة ولا زكاة، إنه
من أصاب مالا من حرام فلبس جلبابا يعني قميصا لم تقبل صلاته حتى ينحي ذلك الجلباب
عنه ؛ إن الله تبارك وتعالى أكرم وأجل من أن يقبل عمل رجل أو صلاته وعليه جلباب من
حرام)[4]
وقال:( من اشترى ثوبا بعشرة دراهم وفيه درهم من حرام لم يقبل
الله عز وجل له صلاة ما دام عليه)[5]
ثم قطعت الطريق على من يريد أن يحتال باستعمال الحرام في
الخير والإحسان، فأخبرت