قال:
العالم هو الذي لا يتوقف في علمه.. ولا يكتفي بالتقليد في علمه..
العالم
الحقيقي هو الذي يجتهد ليحل كل معضلة، ويرفع كل مشكلة، ويسد كل ثغرة، ولا يترك أي
فرصة للشيطان ولا لأبواب الشيطان أن تفسد الأمة أو تنحرف بها.
لقد ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أصناف العلماء، فقال :( إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم
كمثل غيثٍ أصاب أرضاً فكانت منها طائفةٌ طيبةٌ، قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب
الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا
وزرعوا. وأصاب طائفةٌ منها أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ. فذلك
مثل من فقه في دين الله، ونفعه بما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع
بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)[2]
ففي هذا الحديث ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ثمرتين صالحتين، وثمرة فاسدة:
أما
الثمرة الأولى، وهي أصلح الثمار وأكملها، فهي ثمرة انتفعت بالعلم انتفاعا عظيما،
حيث أنبتت من غيثه الكلأ والعشب الكثير الذي انتفع به الإنسان وغير الإنسان.
وأما
الثمرة الثانية، فأمسكت من الماء ما انتفع به الناس بعد ذلك في سقيهم وزرعهم.
وأما
الثمرة الثالثة، فلم تنتفع بشيء.. فلم تنبت كلأ، ولم تسق عطشانا.